/م1
( فالعاصفات عصفاً ) التي تُسرع في حركتها كالعاصفة .
( وقيل أنّ ( فالعاصفات عصفاً ) إشارة إلى أعاصير العذاب النقيضة للرياح الباعثة للحياة والتي تعتبر بدورها سبباً للتذكر واليقظة ) .
2إنّ هذه الأيمان إشارة إلى ( ملائكة السماء ): أي أُقسم بالملائكة المرسلة تباعاً إلى الأنبياء ( والملائكة المرسلين بالمناهج المعروفة ) ،وأُقسم بأولئك المسرعين كالإعصار لتنفيذ مهامهم ،والذين ينشرون ما أنزل الله على الأنبياء ،وأولئك الذين يفصلون بعملهم هذا الحق عن الباطل ،والذين يلقون ذكر الحق وأوامر الله على الأنبياء .
3القسم الأوّل والثّاني ناظر إلى الرياح والأعاصير ،والقسم الثّالث والرّابع والخامس يتعلق بنشر آيات الحق بواسطة الملائكة ،ثمّ فصل الحق عن الباطل ،وبعد ذلك إلقاء الذكر والأوامر الإلهية على الأنبياء بقصد إتمام الحجّة والإنذار .
وما يمكن أن يكون شاهداً على التفسير الثّالث هو:
أوّلاً: فصل المجموعتين من الأقسام التي في الآيات ( بالواو ) ،والحال أنّ البقية عطفت بالفاء وهي علامة ارتباطها .
ثانياً: إنّ هذه الأيمان كما سوف نرى واردة لموضوع الآية السابعة ،أي أحقيّة البعث والمعاد وواقعيته ،ونعلم أنّ تغيّراً عظيماً يحصل في الدنيا عند البعث حيث العواصف الشديدة والزلازل والحوادث المهيبة من جهة ،ثمّ تشكيل محكمة العدل الإلهية من جهة أُخرى وعندها تنشر الملائكة صحائف الأعمال وتفصل بين المؤمنين والكافرين ،وتلقي بالحكم الإلهي في هذا المجال .
وطبقاً لهذا التّفسير سوف يتناسب القسم مع المقسم له ،ولهذا فإنّ التّفسير الأخير أفضل .
/خ15