وأشار في الآية الأُخرى إلى عامل آخر من عوامل الانحراف والتعاسة والتلوث ،وقال: ( وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ) .
قال كثير من المفسّرين: إنّ هذه الآية نزلت في «ثقيف » حين أمرهم النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالصلاة فقالوا: لا ننحني فإنّ ذلك سبّة علينا ،فقال( صلى الله عليه وآله وسلم ): «لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود »{[5695]} .
إنّهم لم يأبوا الركوع والسجود فحسب ،بل إنّ روح الغرور والكِبَر هذه كانت منعكسة على جميع أفكارهم وحياتهم ،فما كانوا يسلّمون لله ،ولا لأوامر النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،ولا يقرّون بحقوق الناس ،ولا يتواضعون لله تعالى وللناس .
في الحقيقة أنّ هذين العاملين ( الغرور وحب الشهوة ) من أهم عوامل الإجرام والذنب والكفر والظلم والطغيان .
واحتمل البعض أنّ خطاب ( اركعوا ) يقال لهم في القيامة ،ولكن هذا الاحتمال بعيد ،خصوصاً بعد التمعن في الآيات السابقة والآتية .