وبعد ذكر نعمة النور والحرارة يتناول القرآن نعمة حياتية أُخرى لها ارتباط بأشعة الشمس ،ويقول: ( وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً ) .
«المعصرات »: جمع «معصر » ،من العصر بمعنى الضغط ..والكلمة تشير إلى أنّ الغيوم تقوم بعملية وكأنّها تعصر نفسها عصراً لكي ينهمر منها الماء على شكل أمطار{[5716]} ( ينبغي ملاحظة أنّ «المعصرات » جاءت بصيغة اسم فاعل ) .
وفسّرها بعضهم بالغيوم المستعدة لإنزال الأمطار ،باعتبار أنّ اسم الفاعل يأتي في بعض الأحيان بمعنى الاستعداد للقيام بعمل ما .
وقال بعض آخر: إنّ «المعصرات » ليست صفةً للغيوم ،وإنّما للرياح التي تقوم بضغط وعصر الغيوم .
«الثجاج »: من الثج ،بمعنى سيلان الماء بكمية كبيرة ،و«ثجاج » صيغة مبالغة ،ويراد بها هنا غزارة الأمطار المنهمرة نتيجة العصر الحاصل للغيوم .
/خ16