ثمّ يضيف: ( وإذا السماء كشطت ) .
«كشطت »: من ( الكشط ) على وزن ( كشف ) ،بمعنى قلع جلد الناقة ،كما قال الراغب في مفرداته ،وأمّا في ( لسان العرب ) فتعني: كشف الغطاء عن الشيء ،و«تكشط السحاب » أيْ ،تقطع وتفرّق .
وما يراد من «كشطت » في الآية ،هو: رفع الحجب الفاصلة بين العالمين الدنيوي والعلوي ،التي تمنع رؤية الناس للملائكة أو الجنّة والنّار ،فيرى الإنسان حينها عالم الوجود شاخص أمام ناظريه شخوصاً حقيقياً ،وكما تصور الآيات التالية ذلك ،حيث أنّ الجنّة ستقترب من الإنسان ليرى نعيمها ،وتزداد النّار سعيراً لاهبة .
نعم ،أو ليس يوم القيامة ( يوم البروز ) ..فلا الحقائق ستخفى ،ولا يكون للحجب أثراً .
فالآية وما سبقها وسيلحقها إذنْ ( حسب التفسير أعلاه ) قد تحدثت عن المرحلة الثّانية للقيامةمرحلة ما بعد البعثفما ذكره كثير من المفسرين ،من كون الآية تشير إلى انهيار وتحطم السماوات ،والمتعلق بحوادث المرحلة الأولى للقيامة ( مرحلة الفناء العام ) ،يبدو أنّه بعيد ،لأنه لا ينسجم مع معنى «كشطت » من جهة أخرى .
/خ14