وتعرض الآية التالية ثالث أعمالهم القبيحة: ( وتأكلون التراث أكلاً لمَاً ){[5982]} .
ممّا لا شكّ فيه أنّ الاستفادة من الميراث المشروع عمل غير مذموم ،ولذا فيمكن أن يكون المذموم في الآية أحد الأمور التالية:
الأوّل: الجمع بين حقّ الإنسان وحقّ الآخرين في الميراث ،لأنّ كلمة «لمّ » بمعنى الجمع ،وفسّرها الزمخشري في الكشّاف بمعنى الجمع بين الحلال والحرام .
وكانت عادة العرب في الجاهلية أن يحرموا النساء والأطفال من الإرث لاعتقادهم بأنّه نصيب المقاتلين ( لأنّ أكثر أموالهم تأتيهم عن طريق السلب والإغارة ) .
الثّاني: عدم الإنفاق من الإرث على المحرومين والفقراء من الأقرباء وغيرهم ،فإن كنتم تبخلون بهذه الأموال التي وصلت إليكم بلا عناء ،فأنتم أبخل فيما تكدّون في تحصيله ،وهذا عيب كبير فيكم .
الثّالث: هو أكل إرث اليتامى والتجاوز على حقوق الصغار ،وذلك من أقبح الذنوب ،لأنّ فيه استغلال فاحش لحقّ مَن لا يستطيع الدفاع عن نفسه .
والجمع بين هذه التّفاسير الثلاث ممكن{[5983]} .