/م1
( وهذا البلد الأمين ){[6067]} ،والبلد الأمين مكّة ،الأرض التي كانت في عصر الجاهلية أيضاً بلداً آمناً وحرماً إلهياً ،ولا يحق لأحد فيها أن يتعرض لأحد ،المجرمون والقتلة كانوا في أمان إن وصلوا إليها أيضاً .
هذه الأرض لها في الإسلام أهمية عظمى ،الحيوانات والنباتات والطيور فيها آمنة فما بالك بالإنسان .
ويذكر أنّ كلمة «التين » وردت في هذا الموضع من القرآن فقط ،بينما كلمة الزيتون تكررت في ستة مواضع باللفظ وفي موضع بالإشارة حيث يقول سبحانه: ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ){[6068]} وهي شجرة الزيتون .
إذا حملنا كلمتي «التين » و«الزيتون » على معناهما الظاهر الابتدائي ،فالقسم بها ذو دلالة عميقة أيضاً .
«التين » فاكهة ذات مواد غذائية ثرّة ،ولقمة مغذية ومقوية لمختلف الأعمار ،وخالية من القشر والنواة والزوائد .
علماء الأغذية يقولون:
يمكن الاستفادة من التين كسكّر طبيعي للأطفال ،ويمكن للرياضيين ولمن يعانون ضعف الشيخوخة أن يستفيدوا من التين للتغذية .
يقال: إنّ أفلاطون كان يحبّ التين إلى درجة أطلق بعضهم على هذه الفاكهة اسم محبوب الفلاسفة ،وسقراط كان يرى في التين عاملاً على جذب المواد النافعة ورفع المواد الضارة .
جالينوس كان قد وضع نظام تغذية خاص للأبطال من التين ،وكان الرومان واليونان القدماء يغذون أبطالهم بالتين .
علماء التغذية يقولون: التين مليء بالفيتامينات المختلفة والسكر ،ويمكن الاستفادة منه لعلاج كثير من الأمراض ،وحين تخلط نسب متساوية من التين والعسل يكون الخليط مفيداً لقرحة المعدة ،وتناول التين اليابس يقوي الفكر ،وبإيجاز التين ،لما فيه من عناصر معدنية تؤدي إلى تعادل قوى البدن والدم ،يعتبر غذاء لمختلف الأعمار والظروف .
وروي عن الإمام علي بن موسى الرضا( عليه السلام ) قال: «التين يذهب بالبخر ،ويشدّ الفم والعظم ،وينبت الشعر ،ويذهب بالداء ،ولا يحتاج معه إلى دواء » .
وقال( عليه السلام ): «التين أشبه شيء بنبات الجنّة »{[6069]} .
وحول الزيتون ،فإنّ العلماء الذين قضوا عمرهم في دراسة خواص النباتات يعيرون أهمية بالغة للزيتون وزيته .ويعتقدون أنّ الفرد إن أراد أن يعيش في سلامة دائمة فلابدّ له أن يستفيد من هذا الأكسير الحياتي .
زيت الزيتون صديق حميم لكبد الإنسان ،وله تأثير فعّال في معالجة عوارض الكلي ،وحصى الصفراء ،والتشنجات الكليوية والكبدية ،وإزالة الإمساك .
ولذلك ورد ذكر شجرة الزيتون في القرآن الكريم بعبارة: ( شجرة مباركة ) .
وزيت الزيتون مفعم أيضاً بأنواع الفيتامينات وفيه الفوسفور والكبريت والكلسيوم والحديد والبوتاسيوم والمنغنيز .
الضمادات التي تحضّر من زيت الزيتون والثوم مفيدة لأنواع الآلام الروماتيسمية ،وحصى كيس الصفراء تزول بتناول زيت الزيتون{[6070]} .
وروي عن أمير المؤمنين علي( عليه السلام ) قال: «ما أفقر بيت يأتدمون بالخل والزيت وذلك أدام الأنبياء »{[6071]} ،والزيت هو زيت الزيتون .
وعن الإمام علي بن موسى الرضا( عليه السلام ) قال: «نِعم الطعام الزيت ،يطيب النكهة ،ويذهب بالبلغم ،ويصفي اللون ،ويشدّ العصب ،ويذهب بالوصب ( المرض والألم والضعف ) ويطفئ الغضب »{[6072]} .
ومسك الختام حديث عن رسول اللّه( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذا المجال قال: «كلوا الزيت وادهنوا به فإنّه من شجرة مباركة »{[6073]} .