قوله تعالى:{لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم} .
قال ابن كثير: وأما بشراهم في الآخرة فكما قال تعالى:{لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون} وقال تعالى:{يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم} .
قال مسلم: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي ،حدثنا عبد الوهاب الثقفي ،عن أيوب السختياني ،عن محمد بن سيرين ،عن أبي هريرة ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب ،وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ،ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة ،والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله ،ورؤيا تحزين من الشيطان .ورؤيا مما يحدّث المرءُ نفسه .فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ،ولا يحدث بها الناس ".
قال:"وأحب القيد وأكره الغُل ،والقيد ثبات في الدين ".فلا أدري هو في الحديث أم قاله ابن سيرين .
( الصحيح4/1773 ح2263-ك الرؤيا ) .وأخرجه البخاري في( صحيحه-التعبير ،القيد في المنام ح7017 ) .
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان ،أخبرنا شعيب ،عن الزهري ،حدثني سعيد ابن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لم يبق من النبوة إلا المبشرات .قالوا: وما المبشرات ؟قال: الرؤيا الصالحة ".
( الصحيح12/391 ح6990ك التعبير ،ب المبشرات ) ،وأخرجه مسلم في ( صحيحه من حديث ابن عباس-ك الصلاة ،ب النهي عن القراءة القرآن في الركوع والسجود1/348 ح479 ) .
قال أحمد: ثنا أبو معاوية قال: ثنا الأعمش ،عن منهال بن عمرو ،عن زاذان عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ،فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه سلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير ،وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال:"إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ،قال: فيصعدون بها فلا يمرون -يعني بها- على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب ؟فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخر .قال فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك ؟فيقول: ربي الله ،فيقولان له ،ما دينك فيقول: ديني الإسلام ،فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فيقولان له: وما عملك ؟فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ،فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره .قال: ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد"...
( المسند 4/287-288 ) ،أخرجه أبو داود ( السنن4/239-240 ح4753-ك السنة ،ب في المسألة في القبر وعذاب القبر ) من طريق جرير وأبي معاوية وأخرجه الحاكم ( 1/37-38 -ك الإيمان ) من طريق أبي معاوية كلاهما عن الأعمش به ،وليس عند أبي داود قوله:"أبشر بالذي يسرك .."قال الحاكم: صحيح على شرطين الشيخين ...ولم يخرجاه بطوله .وقال الألباني صحيح ( صحيح الجامع ح1672 ) .
قال ابن ماجة: حدثنا علي ابن محمد ،ثنا وكيع ،عن علي بن المبارك ،عن يحيى ابن أبي كثير ،عن أبي سلمة ،عن عبادة بن الصامت قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله الله سبحانه{لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال:"هي الرؤيا الصالحة ،يراه المسلم ،أو تُرى له ".
( سنن ابن ماجة 2/1283-ك تعبير الرؤيا ،ب الرؤيا الصادقة يراها المسلم أو تُرى له ح3898 ) ،أخرجه أحمد والترمذي والحاكم ( المستدرك2/340 )من طريق يحيى بن أبي كثير به نحوه .وقال الترمذي: حسن وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ( المسند5/315 ) ،( السنن4/534-الرؤيا ،ب قوله{لهم البشرى في الحياة الدنيا} .وللحديث طرق عن عبادة به نحوه( انظر تفسير ابن كثير4/215 ) .وذكر الألباني في صحيح ابن ماجة وسقط حكمه عليه ( 2/338 ) .وأورده في السلسلة الصحيحة ( ح 1786 ) .