قوله تعالى{ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منّا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا بُعدا لمدين كما بعدت ثمود} .
قال ابن كثير: قال الله تعالى{ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين} وقوله جاثمين أي هامدين لا حراك بهم ،وذكر ههنا أنه أتتهم صيحة ،وفي الأعراف رجفة وفي الشعراء عذاب يوم الظلة وهم أمة واحدة اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقم كلها ،وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه ففي الأعراف لما قالوا{لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا} ناسب أن يذكر الرجفة فرجفت بهم الأرض التي ظلموا بها وأرادوا إخراج نبيهم منها ،وههنا لما أساءوا الأدب في مقالتهم على نبيهم ذكر الصيحة التي أسكتتهم وأخمدتهم ،وفي الشعراء لما قالوا:{فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين} قال{فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم} .