/م84
/م91
{ ولما جاء أمرنا} بعذابهم الذي أنذروه{ نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا} خاصة بهم دون أحد من القوم كما تقدم مثله قريبا .
{ وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين} أي أخذتهم صيحة العذاب التي أخذت ثمود ، فأصبحوا كلهم ميتين ، باركين على ركبهم ، مكبين على وجوههم في ديارهم .
ومن دقيق نكت البلاغة في الآيات قوله تعالى في إهلاك مدين هنا{ ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا} الخ فعطف [ لما] على ما قبلها بالواو ، ومثله في قوم هود ، ولكنه عطفها بالفاء في قصة ثمود [ 66] وقصة قوم لوط .ووجه هذا الأخير أن الآيتين جاءتا عقب الإنذار بالعذاب واستحقاقه وحلول موعده فعطفتا بالفاء الدالة على التعقيب .وأما عطف مثلهما في قوم هود وقوم شعيب فليس كذلك فعطف بالواو على الأصل في العطف المطلق .أما الأول فظاهر لأنه ليس قبل الآية وعيد بالعذاب ، وأما الثاني ففيه وعيد مسوف فيه مقرون بالارتقاب لا الاقتراب ، فلا يناسب العطف عليه بالفاء التي تفيد التعقيب بدون انفصال ، فهل تصادف مثل هذه الدقائق اللغوية في غير القرآن ؟