قال الله تعالى:( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا ) وهم قومه ، ( الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) وقوله ( جاثمين ) أي:هامدين لا حراك بهم . وذكر هاهنا أنه أتتهم صيحة ، وفي الأعراف رجفة ، وفي الشعراء عذاب يوم الظلة ، وهم أمة واحدة ، اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقم كلها . وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه ، ففي الأعراف لما قالوا:( لنخرجنك ياشعيب والذين آمنوا معك من قريتنا ) [ الأعراف:88] ، ناسب أن يذكر هناك الرجفة ، فرجفت بهم الأرض التي ظلموا بها ، وأرادوا إخراج نبيهم منها ، وهاهنا لما أساءوا الأدب في مقالتهم على نبيهم ناسب ذكر الصيحة التي أسكتتهم وأخمدتهم ، وفي الشعراء لما قالوا:( فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ) [ الشعراء:189] ، قال ( فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ) [ الشعراء:189] ، وهذا من الأسرار الغريبة الدقيقة ، ولله الحمد والمنة كثيرا دائما .