/م84
/م91
{ ويا قوم اعملوا على مكانتكم} هذا أمر تهديد ووعيد من واثق بقوته بربه ، على انفراده في شخصه ، وضعف قومه على كثرتهم ، وإدلالهم عليه وتهديدهم له بقوتهم ، أي اعملوا ما استطعتم على منتهى تمكنكم في قوتكم وعصبيتكم ، [ من مكن مكانة كضخم ضخامة إذا تمكن كل التمكن مما هو فيه وبصدده] أو على مكانكم الذي أنتم فيه ، إذ يقال مكان ومكانة [ كمقام ومقامة] .{ إني عامل} على مكانتي التي أعطانيها أو وهبنيها ربي من دعوتكم إلى التوحيد وأمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر .
{ سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب} هذا تصريح بالوعيد ، بعد التلميح به بالأمر بالعمل المستطاع للتعجيز ، وهو جواب سؤال مقدر على طريق الاستئناف البياني ، ولذلك لم يقرن بالفاء كقوله في سورة الأنعام [ قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار} [ الأنعام:135] إذ المراد هنالك أن ما قبل سوف سبب لما بعدها ، وقطعها هنا أشد مبالغة في الوعيد والتهديد لاقتضاء تهديد الكفار إياه بالرجم ، أن يبالغ في تهديدهم وإظهار عزة الله ورسوله بالحق ، وتقديرهما:فإن قلتم ماذا يكون من أمرك ؟ أقل لكم سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويذله ؟ أنا أم أنتم ؟ ومن هو كاذب في قوله ومن هو صادق مني ومنكم ؟ وقد كانوا أنذروه غير الرجم الذي وجد المانع منه:أنذروه إنذارا مؤكدا بالقسم ما حكاه الله عنهم بقوله:{ قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب واللذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا} [ الأعراف:88] الخ فهو يعرض بكذبهم في كل ما صدر عنهم هنا وهناك ، موقنا بوقوع ما أنذرهم به ، وهو برهان على أنه على بينة من الله به .
{ وارتقبوا إني معكم رقيب} وانتظروا مراقبين لما سيقع ، إني معكم مراقب منتظر له .رقيب هنا بمعنى مراقب ، كعشير بمعنى معاشر ، ويجوز أن يكون بمعنى فاعل .