قوله تعالى{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
قال الشيخ الشنقيطي: بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي أنزل القرآن العظيم وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل ،وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله:{وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} وقوله:{لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه} إلى قوله:{ثم إن علينا بيانه} وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله:{وإنا له لحافظون} راجع إلى الذكر الذي هو القرآن .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله:{وإنا له لحافظون} قال: عندنا .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون} قال في آية أخرى:{لا يأتيه الباطل} والباطل: إبليس{من بين يديه ولا من خلفه} فأنزله الله ثم حفظه ،فلا يستطيع إبليس أن يزيد فيه باطلا ولا ينتقص منه حقا ،حفظه الله من ذلك .