قوله تعالى:{وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون}
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة ،عن زكريا ،عن سعد بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن جبير بن مطعم .قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا حِِلْفَ في الإسلام ،وأيّما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة ".( الصحيح4/1961ح2530-ك فضائل الصحابة ،ب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ...) .
قال ابن كثير: ومعناه أن الإسلام لا يحتاج معه إلى الحلف الذي كان أهل الجاهلية يفعلونه ،فإن في التمسك بالإسلام كفاية عما كانوا فيه أ . ه .
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى:{وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} .أمر جل وعلا في هذه الآية الكريمة عباده أن يوفوا بعهد الله إذا عاهدوا .وظاهر الآية أنه شامل لجميع العهود فيما بين العبد وربه .وفيما بينه وبين الناس ،وكرر هذا في مواضع أخر كقوله ( في الأنعام ):{وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به ..} الآية ،وقوله ( في الإسراء ):{وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا} .وقد قدمنا هذا ( في الأنعام ) .وبين في موضع آخر: أن من نقض العهد إنما يضر بذلك نفسه ،وأن من أوفى به يؤتيه الله الأجر العظيم على ذلك ،وذلك في قوله:{فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما} .وبين في موضع آخر: أن نقض الميثاق يستوجب اللعن ،وذلك في قوله:{فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم ..} الآية .
أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ،في قول الله تعالى:{ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} ،قال: تغليظها في الحلف .