/م91
يقول أوّلاً: ( وأوفوا بعهد اللّه إِذا عاهدتم ) ،ثمّ يضيف: ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم اللّه عليكم كفيلا إِنّ اللّه يعلم ما تفعلون ) .
إِنّ ظاهر معنى «عهد اللّه »مع كثرة ما قال المفسّرون فيههو: العهود التي يبرمها الناس مع اللّه تعالى ( وبديهي أنّ العهد مع النّبي عهد مع اللّه أيضاً ) ،وعليه فهو يشمل كل عهد إِلهي وبيعة في طريق الإِيمان والجهاد وغير ذلك .
بل إِنّ التكاليف الشرعية التي يعلنها النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي من نوع من العهد الإِلهي الضمني ،وكذا الحال بالنسبة للتكاليف العقلية ،لأنّ إِعطاء العقل والإِدراك من اللّه عزَّ وجلّ للإِنسان إِنّما يرافقه عهد ضمني ،وهكذا يدخل الجميع في المفهوم الواسع لعهد اللّه .
أمّا مسألة «الأيمان » ( جمع يمين ،أيّ: القسم ) التي وردت في الآيةوالتي عرض فيها المفسّرون آراء كثيرةفلها معنى واسع ،ويتّضح ذلك عند ملاحظة مفهوم الجملة حيث أنّه يشمل العهود التي يعقدها الإِنسان مع اللّه عز وجل ،بالإِضافة إلى ما يستعمله من أيمان في تعامله مع خلق اللّه .
وبعبارة أُخرى: يدخل بين إِطار هذه الجملة كل عهد يبرم تحت اسم اللّه وباستعمال صيغة القسم ،وما يؤكّد ذلك ما تبعها من عبارة تفسيرية تأكيدية ( وقد جعلتم اللّه عليكم كفيلا ) .
ونتيجة القول: أنّ جملة ( أوفوا بعهد اللّه ) خاصّة ،وجملة ( لا تنقضوا الأيمان ) عامّة .
/خ94