قوله تعالى{يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا}
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكفار الذين طلبوا إنزال الملائكة عليهم ،أنهم يوم يرون الملائكة لا بشرى لهم: أي لا تسرهم رؤيتهم ولا تكون لهم في ذلك الوقت بشارة بخير ،ورؤيتهم للملائكة تكون عند احتضارهم وتكون يوم القيامة ولا بشرى لهم في رؤيتهم في كلا الوقتين .أما رؤيتهم الملائكة عند حضور الموت فقد دلت آيات من كتاب الله أنهم لا بشارة لهم فيها لما يلاقون من العذاب من الملائكة عند الموت ،كقوله تعالى{ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} الآية وقوله تعالى:{ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون} .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{يوم يرون الملائكة} قال: يوم القيامة{ويقولون حجرا محجورا} قال: عوذا معاذا الملائكة تقوله .
أخرج البستي في تفسيره بسنده الصحيح عن مجاهد قال: قالت قريش:{لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا} إلى قوله:{للمجرمين ..} تقول لهم الملائكة: لا بشرى لكم اليوم ..حجرا محجورا ..أن تكون البشرى يومئذ إلا للمؤمنين .