قوله تعالى{ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين} .
انظر حديث الطبري عن ابن عباس المتقدم عند الآية 97 من سورة النساء .
قال الشيخ الشنقيطي: يعني أن من الناس من يقول: آمنا بالله بلسانه ،فإذا أوذي في الله: أي آذاه الكفار إيذاءهم للمسلمين جعل فتنة الناس ،صارفة له عن الدين إلى الردة ،والعياذ بالله ،كعذاب الله فإنه صارف رادع عن الكفر والمعاصي .ومعنى فتنة الناس: الأذى الذي يصيبه من الكفار ؟وإيذاء الكفار للمؤمنين من أنواع الابتلاء الذي هو الفتنة ،وهذا قال به غير واحد .وعليه فمعنى الآية الكريمة كقوله تعالى:{ومن الناس من يعبد الله على حرف ،فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين} .
قال ابن كثير: ثم قال{ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم} ،أي: ولئن جاء نصر قريب من ربك- يا محمد- وفتح ومغانم ،ليقولن هؤلاء لكم{إنا كنا معكم} أي: إخوانكم في الدين كما قال تعالى{الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين} .