قوله تعالى:{يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون}:
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{يا حسرة على العباد} أي: يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله ،وفرطت في جنب الله .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله:{يا حسرة على العباد} قال: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:{يا حسرة على العباد} يقول: يا ويلا للعباد .
قال الشيخ الشنقيطي: وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:{ما يأتيهم من رسول}:نص صريح في تكذيب الأمم السابقة لجميع الرسل لما تقرر في الأصول ،من أن النكرة في سياق المنفي إذا أزيدت قبلها من ،فهي نص صريح في عموم النفي ،كما هو معروف في محله ،وهذا العموم الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحا في آيات أخر ،وجاء في بعض الآيات إخراج واحدة عن حكم هذا العموم بمخصص متصل ،هو الاستثناء ...وأما هذه الأمة التي أخرجت من هذا العموم، فهي أمة يونس ،والآية التي بينت ذلك هي قوله تعالى:{فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفناعنهمالخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} ،وقوله تعالى:{وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين} .