المفردات:
يا حسرة: الحسرة: الغم والنَّدم .
التفسير:
30{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} .
الحسرة انفعال نفسي على حال مؤسفة ،لا يملك الإنسان شيئا حيالها ،سوى أن يتحسر وتألم نفسه ،والله سبحانه وتعالى لا يتحسر على العباد ،ولكنه يقرر أن حال هؤلاء العباد مما يستحق حسرة المتحسرين ،فهي حال بائسة مؤسفة ،تنتهي بأصحابها إلى شر وخيم وبلاء عظيم .
قال الزمخشري:
قوله:{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} .نداء للحسرة عليهم .كأنما قيل لها: تعالى يا حسرة ،فهذه من أحوالك التي حقك أن تحضري فيها ،وهي حال استهزائهم بالرسل .
والمعنى: أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون ،ويتلهف عليهم المتلهفون .ا ه .
فما أعظم الحسرة عليهم: تتاح لهم فرصة النجاة فيعرضون عنها ،وأمامهم مصارع الهالكين قبلهم لا يتدبّرونها ،ولا ينتفعون بها ،ويفتح الله لهم أبواب رحمته ،بإرسال الرسل إليهم الحين بعد الحين ،ولكنهم يتجافون أبواب الرحمة ،ويسيئون الأدب مع الله .
قال الراغب: الحسرة: الغمّ على ما فات ،والندم عليه ،والمراد بالعباد: مكذبو الرسل ،ويدخل فيهم المهلكون المتقدمون دخولا أوليا .