قوله تعالى: ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن ابن إسحاق عن ابن عباس قال: كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤساء من أحبار اليهود: عبد الله بن صوريا ،وكعب بن أسد فقال لهم: يا معشر اليهود ،اتقوا الله وأسلموا ،فوالله إنكم لتعلمون أن الذي جئتكم به لحق!
فقالوا: ما نعرف ذلك يا محمد!وجحدوا ما عرفوا ،وأصروا على الكفر ، فأنزل
الله فيهم ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) .
أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله:( أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) فنردها عن الصراط ،عن الحق ( فنردها على أدبارها ) ،قال: الضلالة .
قوله تعالى ( أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت )
قال الشيخ الشنقيطي: لم يبين هنا صفة لعنه لأصحاب السبت ،ولكنه بين في غير هذا الموضع أن لعنه لهم هو مسخهم قردة ومن مسخه الله قردا غضبا عليه فهو ملعون بلا شك ،وذلك قوله تعالى: ( ولقد علمتم الذين اعتد وا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) وقوله ( فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) والاستدلال على مغايرة اللعن للمسخ بعطفه عليه في قوله ( قل أؤنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير )
لا يفيد أكثر من مغايرته للمسخ في تلك الآية .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله: ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب ) إلى قوله ( أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ) أي: نحولهم قردة .