قوله تعالى{قل إن كان للرّحمن ولد فأنا أوّل العابدين سبحان ربّ السماوات والأرض ربّ العرش عمّا يصفون فذرهم يخوضوا ويلعقوا حتّى يلاقوا يومهم الذي يوعدون} .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{قل إن كان للرحمن ولد} كما تقولون{فأنا أول العابدين} المؤمنين بالله ،فقولوا ما شئتم .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله{قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} يقول: لم يكن للرحمن ولد فأنا أول الشاهدين .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ،قوله{قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} قال قتادة: وهذه كلمة من كلام العرب{إن كان للرحمن ولد}: أي إن ذلك لم يكن ،ولا ينبغي .
قال ابن كثير: يقول تعالى{قل} يا محمد{إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} أي لو فرض هذا لعبدته على ذلك ،لأني عبد من عبيده ،مطيع لجميع ما يأمرني به ،ليس عندي استكبار ولا إباء عن عبادته ،فلو فرض كان هذا ،ولكن هذا ممتنع في حق تعالى ،والشرط لا يلزم منه الوقوع ولا الجواز أيضا ،كما قال تعال:{لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الواحد القهار} .