قوله تعالى{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف ،أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث .ولا تحسسوا ولا تجسسوا ،ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ،ولا تباغضوا ولا تدابروا ،وكونوا عباد الله إخوانا ) .
( صحيح البخاري 10/499- ك الأدب ،( الآية ) ح 6066 ) ،( وصحيح مسلم 4/1985- ك البر والصلة والآداب ،ب تحريم الظن ...) .
قال أبو داود: حدثنا عيسى بن محمد الرملي ،وابن عوف- وهذا لفظه- قالا: ثنا الفريابي ،عن سفيان ،عن ثور ،عن راشد بن سعد ،عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم- أو كدت تفسدهم ) .فقال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها .
( السنن 4/272 ح 4888- ك الأدب ،ب في النهي عن التجسس ) ،وأخرجه أبو يعلى في مسنده ( 13/382 ح 7379 ) ،والطبراني في الكبير ( 19/379 ح 890 ) ،وابن حبان في صحيحه ( الإحسان 7/505- 506 ح 5730 ) من طرق عن محمد بن يوسف الفريابي ،عن سفيان به ،قال الحافظ العراقي: رواه أبو داود بإسناد صحيح من حديث معاوية ( تخريج أحاديث الإحياء- استخراج الحداد 3/1173 ح 1734 ) .وصححه الشيخ الألباني ( صحيح الجامع رقم 2295- 1036 ) ،وأخرجه البخاري في ( الأدب المفرد 1/347 ح 248- باب الانبساط إلى الناس ) من طريق يحيى بن جابر ،عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ،عن أبيه ،عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما نفعني الله به ،سمعت يقول: إنك إذا اتبعت الريبة في الناس أفسدتهم .فإني لا أتبع الريبة فيهم فأفسدهم .وهذه متابعة لراشد بن سعد في روايته عن معاوية رضي الله عنه .وقد صحح الشيخ الألباني رواية البخاري هذه ( صحيح الأدب المفرد ص 110 ح 186- 248 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ،قوله:{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن} يقول: نهى الله المؤمن أن يظن بالمؤمن شرا .
قوله تعالى{ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ،قوله:{ولا تجسسوا} يقول: نهى الله المؤمن أن يتتبع عورات المؤمن .
قال مسلم: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حُجر .قالوا: حدثنا إسماعيل ،عن العلاء ،عن أبيه ،عن أبي هريرة ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أتدرون ما الغيبة ؟) قالوا: الله ورسوله أعلم .قال: ( ذكرك أخاك بما يكره ) قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟قال: ( إن كان فيه ما تقول ،فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهتّه ) .
( الصحيح 4/2001 ح 2589- ك البر والصلة ،ب تحريم الغيبة ) .
قال البخاري: حدثنا صدقة بن الفضل ،أخبرنا ابن عيينة سمعت ابن المنكدر سمعت عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها أخبرته قالت: ( استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقال: ائذنوا له ،بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة .فلما دخل ألان له الكلام .قلتُ يا رسول الله قلتَ الذي ثم ألنتَ له الكلام .قال صلى الله عليه وسلم: ( أي عائشة ،إن شرّ الناس من تركه الناس- أو ودعه- اتقاء فُحشه ) .
( الصحيح 10/486 ح 6054 ك الأدب ،ب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب ) ،وأخرجه مسلم ( الصحيح 4/2002-2003- ك الأدب ،ب مداراة من يتقي فحشه ح 2591 ) .
قال أبو داود: حدثنا ابن المصفي: ثنا بقية وأبو المغيرة ،قالا: ثنا صفوان ،قال: حدثني راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير ،عن أنس بن مالك ،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لمّا عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ،فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) .
( السنن 4/269- 270- ك الأدب ،ب في الغيبة ح 4878 ) ،وأخرجه أحمد في مسنده ( 3/224 ) ،وأخرجه الضياء المقدسي في ( المختارة 6/265-266 ح 2285 ،2286 ) من طريق شعيب بن شعيب النسائي ،عن أبي المغيرة به .قال محققه: إسناده صحيح .وذكره الألباني في ( السلسلة الصحيحة ح 533 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ،قوله:{ولا يغتب بعضكم بعضا .أيحب أحد أن يأكل لحم أخيه ميتا} قال: حرم الله على المؤمن أن يغتاب المؤمن بشيء ،كما حرم الميتة .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} يقل: كما أنت كاره لو وجدت جيفة مدودة أن تأكل منها ،فكذلك فاكره غيبته وهو حي .