قوله تعالى: ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا )
قال البخاري:حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال:حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة أنه كان جالسا خلف عمر بن عبد العزيز فذكروا و ذكروا ، فقالوا وقالوا قد أقادت بها الخلفاء ،فالتفت إلى أبي قلابة وهو خلف ظهره فقال:ما تقول يا عبد الله بن زيد أو قال:ما تقول يا أبا قلابة ؟قلت:ما علمت نفسا حل قتلها في الإسلام إلا رجل زنى بعد إحصان ،أو قتل نفسا بغير نفس ، أو حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
فقال عنبسة:حدثنا أنس بكذا وكذا . قلت:إياي حدث أنس . قال:قدم قوم على النبي صلى الله عليه وسلم فكلموه فقالوا:قد استوخمنا هذه الأرض ، فقال: "هذه نعم لنا تخرج لترعى فاخرجوا فيها ، فاشربوا من ألبانها وأبوالها ". فخرجوا فيها فشربوا من أبوالها وألبانها واستصحوا ،ومالوا على الراعي فقتلوه ،واطردوا النعم . فما يستبطأ من هؤلاء ؟قتلوا النفس ،وحاربوا الله ورسوله ، وخوفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال:سبحان الله !فقلت: تتهمني ؟قال:حدثنا بهذا أنس . قال:وقال:يا أهل كذا ، إنكم لن تزالوا بخير ما أبقي هذا فيكم ومثل هذا .
( صحيح البخاري 8/123ح4610- ك التفسير - سورة المائدة ) ، وأخرجه مسلم في( صحيحه 3/1297بعد رقم6713 ) و قوله:في الحديث: "قد أقادت به الخلفاء"يعني:القسامة كما صرح به في رواية مسلم ) .
وقال البخاري:حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه: أن ناسا من عرينة اجتووا المدينة ، فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها . فقتلوا الراعي واستاقوا الذود . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وتركهم بالحجرة يعضون الحجارة . تابعه أبو قلابة وحميد وثابت عن أنس .
( صحيح البخاري 3/428-429ح 1 150 - ك الزكاة ،ب استعمال إبل الصدقة وألبانها ..) ، و ( صحيح مسلم 3/1296ح1671- ك القسامة والمحاربين ...) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ) قال: من شهر السلاح في قبة الإسلام ، وأخاف السبيل ، ثم ظفر به و قدر عليه ، فإمام المسلمين فيه بالخيار؛إن شاء قتله ، وإن شاء صلبه ، و إن شاء قطع يده ورجله .
قوله تعالى ( أو ينفوا من الأرض )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:( أو ينفوا من الأرض )يقول:أو يهربوا حتى يخرجوا من دار الإسلام إلى دار الحرب .