قوله تعالى:{واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين}
قال ابن كثير: يخبر تعالى عن ضلال من ضل من بني إسرائيل في عبادتهم العجل ،الذي اتخذه لهم السامري ، من حلي القبط الذي كانوا استعاروه منهم ،فشكل لهم منه عجلاً ،ثم ألقى فيه القبضة من التراب التي أخذها من أثر فرس جبريل عليه السلام ،فصار عجلاً جسداً له خوار ( والخوار ) صوت البقر .وكان هذا منهم بعد ذهاب موسى لميقات ربه تعالى ،وأعلمه الله تعالى بذلك وهو على الطور ،حيث يقول تعالى إخباراً عن نفسه الكريمة{قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري} .
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى:{ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين} .بين في هذه الآية الكريمة سخافة عقول عبدة العجل ،ووبخهم على أنهم يعبدون مالا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا ،وأوضح هذا في سورة طه ،بقوله{أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا} الآية .