شرح الكلمات:
{من حليهم}: جمع حلي وهو ما تتحلى به المرأة لزوجها من أساور ونحوها من ذهب .
{عجلاً جسداً}: العجل ولد البقرة والجسد أي ذاتا لا مجرد صورة على ورق أو جدار .
{له خوار}: الخوار صوت البقر كالرغاء صوت الإبل .
المعنى:
هذا عود إلى قصص موسى عليه السلام مع قومه من بني إسرائيل ،فقد كان السياق مع موسى في جبل الطور وطلبه الرؤية وتوبته من ذلك ثم اعترض السياق ببيان القاعدة العظيمة في تعليل هلاك العباد وبيان سببه وهو التكذيب بآيات الله المنزلة والغفلة عنها ،ثم عاد السياق لقصص موسى مع بني إسرائيل فقال تعالى{واتخذ قوم موسى من بعده} أي من بعد غيبته في جبل الطور لمناجاة ربه وليأتي بالكتاب الحاوي للشريعة التي سيسوسهم بها موسى ويحكمهم بموجبها ومقتضى قوانينها اتخذوا{من حليهم} أي حلي نسائهم{عجلاً جسداً له خوار} وذلك أن السامري طلب من نسائهم حليهم بحجة واهية: أن هذا الحلي مستعار من نساء الأقباط ولا يحل تملكه فاحتال عليهم وكان صائغاً فصهره وأخرج لهم منه{عجلاً جسداً} أي ذاتاً{له خوار} أي صوت كصوت البقر ،وقال لهم هذا إلهكم وإله موسى فاعبدوه ولم يقل وإله هارون لأن هارون كان معهم خليفة فخاف أن يكذبه هارون فلم ينسبه إليه ،وقوله تعالى{ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلاً} توبيخ لهم وتقريع على غباوتهم وجهلهم ،وإلا كيف يعتقدون إلهاً وهو لا يتكلم فيكلمهم ولا يعقل فيهديهم سبيل الرشد إن ضلوا وقد ضلوا بالفعل ثم قال تعالى{اتخذوه} أي إلهاً{وكانوا ظالمين} في ذلك ،لأن الله رب موسى وهارون والعالمين لم يكن عجلاً ولا مخلوقاً كائناً من كان فما أجهل القوم وما أسوأ فهمهم وحالهم .هذا ما دلت عليه الآية الأولى ( 148 ) .
الهداية
من الهداية:
- بيان سنة من سنن الكون وهي أن المرء يتأثر بما يرى ويسمع ،والرؤية أكثر تأثيراً في النفس من السماع فإن بني إسرائيل رؤيتهم للأبقار الآلهة التي مروا بأهل قرية يعكفون عليها وطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهاً مثلها هو الذي جعلهم يقبلون عجل السامري الذي صنعه لهم ،ومن هذا كان منظر الأشياء في التلفاز وشاشات الفيديو مؤثراً جداً وكم أفسد من عقول ولوث من نفوس ،وأفسد من أخلاق .
- تقبيح الغباء والجمود في الفكر ،وذلك لقول الله تعالى{ألم يروا أنه لا يكلمهم} .