قوله تعالى:{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} قال: المنافقون ،لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه ،ولا يؤمنون بشيء من آيات الله ،ولا يتوكلون على الله ،ولا يصلّون إذا غابوا ولا يؤدون زكاة أموالهم .فأخبر الله سبحانه أنهم ليسوا بمؤمنين ،ثم وصف المؤمنين فقال: إنما المؤمنون الذِين إذَا ذكِر الله وجِلَت قلوبهم فأدوا فرائضه ،{وإذَا تليت علَيهِم آياته زادتهم إيمَانا} يقول: تصديقا{وَعلى ربهِم يتوكلون} ،يقول: لا يرجون غيره .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} قال: فرقا من الله تبارك وتعالى ،ووجلا من الله ،وخوفا من الله تبارك وتعالى .
قال الشيخ الشنقيطي: وفي هذه الآية الكريمة التصريح بزيادة الإيمان ،وقد صرح تعالى بذلك في مواضع أخر ؛كقوله:{وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون} .وقوله{هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} الآية .وقوله{ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا} الآية .وقوله{والذين اهتدوا زادهم هدى} الآية .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة:{وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} قال: هذا نعت أهل الإيمان ،فأثبت نعتهم ووصفهم ،فأثبت صفتهم .