قوله:{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} ذلك وصف لحقيقة المؤمن ؛فإنه يبادر بطاعة الله ورسوله ولا ينثني أو يتردد في التزام شرع الله وأحكامه سواء في الغنائم أو غيرها .والمؤمن شديد الوجل ( الخوف ) من الله .فإذا ذكر الله في موعظة من عقابه أو وعيده أو عظيم سلطانه وجبروته وجلت قلوب المؤمنين وانقادت لجلا الله فرقا من غضبه وعذابه .
قوله:{وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} إذا تلين آيات القرآن الحكيم بمعانيه الكبيرة ،وبجرسه المؤثر النفاذ ،وإيقاعه الرائع الموحي ؛ازدادت قلوب المؤمنين تصديقا على تصديق وخشية فوق خشية ،وغمرت صدورهم بهجة عاطرة ندية من الانشراح والحبور والإثلاج .
قوله:{وعلى ربهم يتوكلون} وهذه صفة ظاهرة لأهل الإيمان ؛فهم على الدوام متوكلون على الله مفوضون الأمر الله .وتلك صفة المؤمن إذا اضطلع بما عليه من واجبات وأسباب فوض أمره بعد ذلك إلى ربه ؛فهم سبحانه عليه الاعتماد والتكلان .