قوله تعالى:{قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين}
قال البخاري: حدثنا خلاد بن يحيى ،حدثنا سفيان ،عن منصور والأعمش ،عن أبي وائل ،عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية ؟قال: ( من أحسن الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ،ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر ) .
( الصحيح 12/277 ح 6921 – ك استتابة المرتدين ،ب إثم من أشرك بالله ) ،وأخرجه مسلم في ( الصحيح 1/111 ح 120 – ك الإيمان ،ب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية ) .
قال مسلم: حدثنا محمد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق ابن منصور كلهم عن أبي عاصم واللفظ لابن المثنى: حدثنا الضحاك ( يعني أبا عاصم ) قال: أخبرنا حيوة بن شريح ،قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب ،عن ابن شماسة المهري ،قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقه الموت ،فبكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار ،فجعل ابنه يقول: يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟أما بشكر رسول لله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟قال فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .إني قد كنت على أطباق ثلاث .لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ،ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ،فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار ،فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك .فبسط يمينه .قال: فقبضت يدي .قال: ( مالك يا عمرو ؟) قال قلت: أردت أن أشترط .قال: ( تشترط بماذا ؟) قلت: أن يغفر لي .قال: ( أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ؟وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ؟وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟) وما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه .وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له .ولو سئلت أن أصفه ما أطقت .لأني لم أكن أملأ عيني منه .ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة .ثم ولينا أِشياء ما أدري ما حالي فيها .فإذا أنا مت ،فلا تصحبني نائحة ولا نار .فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا .ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور .ويقسم لحمها ،حتى أستأنس بكم ،وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي .
( الصحيح 1/ 112-113 ح 121- ك الإيمان ،ب كون الإسلام يهدم ما قبله ...)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله{فقد مضت سنة الأولين} في قريش يوم بدر وغيرها من الأمم قبل ذلك .