قوله تعالى:{وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم}
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل ،حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا ،فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس ،فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار ،ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ،وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ،وعالة فأغناكم الله بي ؟كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن .قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟قال: كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن .قال: لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا .ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير ،وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم ؟لولا الهجرة ،لكنت امرءا من الأنصار .ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها .الأنصار شعار ،والناس دثار .إنكم ستلقون بعدي أثرة ،فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) .
( الصحيح 7/644 ح 4330 – ك المغازي ،ب غزوة الطائف ) ،وأخرجه مسلم ( الصحيح – ك الزكاة ،ب إعطاء المؤلفة قلوبهم ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي:{وألف بين قلوبهم} ،قال: هؤلاء الأنصار ،ألف بين قلوبهم من بعد حرب ،فيما كان بينهم .
قال الطبري: حدثني محمد بن خلف ،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى ،قال: حدثني فضيل بن غزوان ،قال: أتيت أبا إسحق فسلمت عليه فقلت: أتعرفني ؟فقال فضيل: نعم !لولا الحياء منك لقبلتك حدثني أبو الأحوص ،عن عبد الله قال: نزلت هذه الآية في المتحابين في الله:{لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم )}
( أبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة ،وأخرجه الحاكم من طريق يعلى بن عبيد عن فضيل به ،وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك 2/329 ) وذكره الهيثمي وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير جنادة بن سلم وهوثقة .( مجمع الزوائد 7/27 ) .