قوله:{إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء}{إن} ،حرف نفي بمعنى ما ؛أي ما نقول إلا أن بعض آلهتنا من الأصنام قد أصابك{بسوء} بجنون أو خبل ؛لأنك تسبها وتعيبها وتسفه عقولنا لعبادتها ،ومن اجل ذلك أصابك ما أصابك في عقلك من المس .
هكذا يفتري الجاحدون والجاهلون والسفهاء الذين لا يعبأون إذا ما غلوا في الكذب والمكابرة ومقالة السوء ؛فها هم فوق حماقتهم وسفههم في عبادة أحجار صم يفترون مثل هذا الضرب من هوان التفكير المخبول{[2112]} ليقولوا ما قالوه لنبيهم هود عليه السلام .
قوله:{قال إني أشهد الله واشهدوا أني برئ مما تشركون} هذا جواب هود لقومه وهو أنني أشهد الله على نفسي وأشهدكم أنتم على براءتي من شرككم ومما تعبدون من دون الله من أوثان{فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون} أي فامكروا بي أنتم وأصنامكم جميعا واعلموا ما شئتم لضري وإيذائي ولا تؤخروا ذلك ،فانظروا بعد ذلك هل تنالون مني انتم وأصنامكم سوءا ؟!
ومثل هذه المقالة من هود لقومه العتاة المستكبرين يكشف عن مبلغ الثقة الكبرى بنصر الله وتأييده وتوفيقه ،وأن الله جل وعلا مع المتقين المخلصين الصابرين في كل الأحوال ،وعلى الخصوص في أحوال الخوف والتنكيل واشتداد البأس وتمالئ الكافرين على المؤمنين المستضعفين .