/م53
{ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} أي ما نجد من قول نقوله فيك إلا أن بعض آلهتنا أصابك بجنون أو خبل وهو الهوج والبله لإنكارك لها وصدك إيانا عنها{ قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه} هذا بدء جواب يتضمن عدة مسائل إحداها:البراءة من شركهم أو شركائهم التي افتروها ولا حقيقة لها ، الثانية:إشهاد الله على ذلك لثقته بأنه على بينة منه فيه – وإشهاده إياهم عليه أيضا لإعلامهم بعدم مبالاته بهم وبما يزعمون من قدرة شركائهم على إيذائه الثالثة:قوله:{ فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون} أي فأجمعوا أنتم وشركاؤكم ما تستطيعون من الكيد للإيقاع بي ثم لا تمهلوني ولا تؤخروا الفتك بي إن استطعتم ، أي إنه لا يخافهم ولا يخاف آلهتهم .وتقدم مثل هذا في تلقين نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى بعد تقرير عجز آلهة المشركين وهو{ قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون} [ الأعراف:195] ومثله حكاية عن نوح في سورة يونس{ فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون} [ يونس:71] وقد قدم نوح على هذا الأمر توكله على الله تعالى ، وأخره هود بقوله وهو المسألة الرابعة:{ إني توكلت على الله ربي وربكم}