{اعْتَرَاكَ}: أصابك .
ويتصاعد موقفهم الرافض مسلحاً بمنطق خرافي يزعم أن للالهة تأثيراً سلبياً على من يعارضونها ويرفضون عبادتها ،ويدعون الناس إلى البراءة منها والابتعاد عنها ،ولذلك كانوا يرون في موقف هود دلالة على بعض الخلل في عقله ،فلا يتصورون المسألة منطلقة من حالة إيمان بالرفض ،بل يعتبرونها منطلقةً من موقع اهتزاز في التفكير ،وهذا ما عبّروا عنه بقولهم:{إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوء} في ما يمثله ذلك من جنون يفقد معه الإنسان صوابه وسلامة فكره .
هود في ذروة التحدي
ويبادر هود إلى إنهاء هذا الحوار الذي يدور في حلقة مفرغة ،باعلانه موقفاً يرسم الحد الفاصل بينه وبينهم ،ويميّز الحق من الباطل ،كيلا يظنوا أن في مقاطعته للحوار لوناً من ألوان الضعف ،أو حالةً من حالات التردّد ،أو نوعاً من أنواع القناعة بما يقولون في الداخل مع إظهار الرفض له ،{قَالَ إِنِي أُشْهِدُ اللَّهِ} الذي يطّلع على السرائر ،فيعرف حقيقة موقفي وما أؤمن به ،وما أرفضه ،{وَاشْهَدُواْ} عليّ بإقراري الذي أعلنه أمامكم في ما أعتقده وأتحرّك فيه من خطّ ،{أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} بعبادتكم لهذه الأصنام التي ما أنزل الله بها من سلطان