قوله تعالى:{قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آبائنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد} كان شعيب كثير الصلوات سواء منها الفريضة أو النافلة ،وكان قومه يعيرونه بكثرة صلاته ويقولون له: ماذا تستفيد بهذه الصلاة ،فكان يجيبهم: إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر وعن قبائح الأعمال والإفساد في الأرض ،فقالوا له في اجتراء عنيد ،وجحود متوقح: أصلواتك تأمرنا بترك ما كان آباؤنا يعبدونه من الأوثان{أو أن نفعل في أموالنا ما نشاؤا} من بخس في الكيل والوزن ،وقد تعودنا على ذلك وهو مما نفعله بالتراضي{إنك لأنت الحليم الرشيد} قالوا ذلك ،على سبيل التهكم والاستهزاء .وذلك هو ديدن المجرمين اللئام الذين يحادون الله ورسوله ويؤذون النبيين والمرسلين بالخسيس من الكلام اللاذع المقبوح سخرية واستخفافا لهم .قبح الله المجرمين الجاحدين الطغاة وخزاهم شر خزي في الدنيا والآخرة{[2162]} .