قوله تعالى:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} قص الخبر ،أي اعلمه وبينه .{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} .أي نبين لك أحسن البيان{[2196]} وقوله:{أحسن} منصوب على أنه مفعول به .وقيل: منصوب على أنه مصدر{[2197]} .
وهذا البيان جاء به الوحي من عند الله لهو أحسن القصص ؛لأنه من نظم الإله الخالق البديع ؛فهو متقن على أتم ما يكون عليه الإتقان ،وأحسن ما يكون عليه الأسلوب ،وأكمل ما تكون عليه المعاني والعلوم والأخبار ،وأروع ما تأتي عليه الصورة والعبارة والكلمات ،وهي تحمل للبشرية أجزل المعاني وأنفعها .وذلك في مختلف المواقف والمشاهد والأحوال والملابسات ،وفي سائر الأخبار والأحكام والمواعظ .وذلك كله في غاية مثلى من رصانة التعبير ،وجرس الحروف ،وكمال النظم الباهر المميز .
قوله:{بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} الباء سببية وما مصدرية ؛أي بسبب إيحائنا{[2198]} .والمنى: أن الله يقص على عباده تحسن القصص بسبب إيحائه هذا القرآن .وهو الكتاب الحكيم الموحي به من عند الله ؛فهو بذلك خير كلام ،وأحسنه وأكمل ما عرفت الدنيا من نظم وبيان .
قوله:{وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} أن ،المخففة .والمضير في{قبله} يعود على الإيحاء ؛أي لم يكن لك علم بهذه القصة ولا طرق سمعك شيء منها .