{ نحن نقص عليك} أيها الرسول المصطفى{ أحسن القصص} أي نحدثك أحسن الاقتصاص والتحديث بيانا وأسلوبا وإحاطة ، أو أحسن ما يقص ويتحدث عنه موضوعا وفائدة ، ويجوز الجمع بين المعنيين .فالقصص مصدر أو اسم من قص الخبر إذا حدث به على أصح الوجوه وأصدقها ، لأنه من قص الأثر واقتصه إذا تتبعه وأحاط به خبرا ، كأنه قال نقصه عن اقتصاص وإحاطة ، ويجوز أن يكون بمعنى اسم المفعول ، فيكون القصص بمعنى المقصوص من الأخبار والأحاديث{ بما أوحينا إليك هذا القرآن} أي بإيحائنا إليك هذه السورة من القرآن ، إذ هو الغاية العليا في حسن فصاحته وبلاغته وتأثيره وحسن موضوعه .
{ وإن كنت من قبله لمن الغافلين} أي وإن الشأن وحقيقة ما يتحدث عنه من قصتك أنت أنك كنت من قبل إيحائنا إياه إليك من جماعة الغافلين عنه عن قومك الأميين الذين لا يخطر في بالهم التحديث بأخبار الأنبياء وأقوامهم ، وبيان ما كانوا عليه من دين وتشريع كيعقوب وأولاده في بداوتهم ، ولا ما كانت الأمم فيه من ترف وحضارة كالمصريين الذين وقع يوسف بينهم ، وحدث لهم ما حدث في بعض بيوتاتهم العليا ثم في بيت الملك وإدارة نظام الدولة .