قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 56 وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} الكاف في اسم الإشارة نعت لمصدر محذوف ؛أي ومثل هذا التمكين من إنجائه من السجن وإبرائه من كيد النسوة واستخلاص الملك له ،مكنا له في أرض مصر{يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء} أي يتخذ من أرض مصر منزلا حيث يشاء .وذلك بعد لبته في السحن بعض سنين حيث الضيق والكرب والحشر .
قوله:{نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء} كما أصبنا يوسف ؛إذ وطأنا له في الأرض فصار قويا مكينا ،وذلك بعد هوان الجب ،والصبر على الظلم والكيد ،وبعد إسار العبودية والسجن –بعد ذلك كله أعقبناه الفرج والنصر والإعزاز والتمكين{وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} لا يبطل الله جزاء من عمل صالحا فأطاع ربه وصبر على بلائه واتقاه .