سر العبودية ومكانة يوسف( ع )
{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ} بما استطاع أن يحصل عليهمن خلال العناية الإلهية التي شملت تاريخهمن سلطة مطلقة في أمور الدولة ،بحيث أصبحت الأرض ،هناك ،تحت سلطته ،له أن يتحرك فيها حيث يشاء بوصفه حاكماً مطاعاً يخضع الجميع لإرادته .وتلك هي رحمة الله التي يشمل بها عباده المؤمنين الذين يخلصون له العبودية ،ويلتزمون خط الطاعة ،فلا ينحرفون تحت عوامل الإغراء أو القهر أو التهديد ،{نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَآءُ} لأن الأمر لله في كل شيء فإذا أراد شيئاً تحقق ،{وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} الذين أحسنوا لله القول والعمل ،فأثابهم الله برحمته التي تتسع لكل خير في دنياهم في ما يمكِّن لهم من الملك أو في ما يحلّ لهم من المشاكل ،