وبعد هذا الذي ذكره يوسف لإخوته عملوا أن هذا الذي يخاطبهم لهو يوسف أخوهم ،فهتفوا مبادرين متعجبين مستفهمين{أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ} الهمزة للاستفهام .واللام في{لأنت} لام الابتداء ،أنت مبتدأ ،و{يوسف} خبره .والجملة خبر إن{[2288]} .
قوله:{قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا} كشف يوسف لإخوته عن أمره مبينا أنه هو يوسف ،وأن هذا –مشيرا إلى أخيه بنيامين- أخوه{قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا} تفضل الله علينا بان جمعنا بعد فراق وآنستا بعد وحشة فأعقبنا الله فضلا وبركة وخيرا ؛فإن الله يمن بالخير والفضل والنعمة على عباده المتقين الصابرين ،وهو قوله سبحانه:{إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} يتق ،بحذف الياء ؛لأنه فعل شرط مجزوم .{ويصبر} معطوف عليه .والمعنى: أن من يتق الله فيخشاه باجتناب نواهيه ،وبطاعته فيما أمر{ويصبر} عن فعل المعاصي وعلى أداء الطاعات{فإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} يندرج في المحسنين من وصف بالتقوى والصبر ،فأولئك يجدون أجرهم عند ربهم غير مضيع ولا مبخوس .