قوله:{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} أو لم ير هؤلاء المشركون المعاندون المستكبرون من أهل مكة الذين يسألون الخوارق والمعجزات ،أن الله يقصد البلاد فيفتحها للإسلام أرضا بعد أرض ،وبذلك تضيق رقعة الكفر بالكافرين شيئا فشيئا لتزداد ساحة المسلمين بما يكتبه الله من الغلبة والنصر لدينه العظيم ،أفلا يعتبر هؤلاء الضالون الظالمون فيخافوا أن تفتتح أرضهم ليعمهم الإسلام بنوره وضيائه وظهور المسلمين عليهم ؟!
قوله:{وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} حكم الله نافد لا رده شيء ،ولا يرده بالرد أو منازع وهو كذلك{لا معقب لحكمه} والمعقب ،هو الذي يعقب الشيء بالرد والإبطال .والمعنى: أنه ليس من أحد يتعقب حكم الله ينقص ولا تغيير{وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} أي سريع الانتقام من الظالمين الذي يجحدون دعوة الله ويصدون الناس عن منهج الحكيم ،ويعتدون على المؤمنين العاملين بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،لا جرم أن الله منتقم من هؤلاء الظالمين المجرمين فمجازيهم الجزاء السريع في هذه الدنيا ويوم يقوم الأشهاد{[2360]} .