وتبقى سنة الله في الكون قصةً ًمتجددة يريد الله لعباده استلهامها من أجل وعيٍ منفتح للحياة في ما يجب عليهم أن يثيروه في داخل أنفسهم ،ليثبتوا به إيمانهم ،ولتخشع به قلوبهم لذكر الله .
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} ،بما نهلكه من ناسٍ عليها وبما نغيره فيها من ازدهارٍ ونحوّله إلى خراب ،حتى تظل في حالة نقصان دائم من أهلها ،الذين يعمرونها بالعلم والحضارة وغير ذلك ،الأمر الذي يوحي بغلبة الله وسيطرته على الكون ،فلا يتمّ شيءٌ إلا ويتحوّل إلى نقصٍ ،ولا يعمر شيءٌ إلا ليصير إلى خراب ،فلا يملك الناس من أمرٍ يريدونه من خلودٍ وكمالٍ وازدهار شيئاً ،لأن إرادة الله هي التي تحكم كل جوانب حياتهم بسننه الحتمية في الكون ،{وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} فإذا أراد شيئاً ،فإن إرادته هي الغالبة القاهرة التي لا يغلبها شيء ولا يقهرها أحد ،ولا مجال لأحدٍ أن يكون له حكم في مقابل حكمه ليتابعه وليمنعه من الثبات والبقاء ،{وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} لا يحتاج في حسابهم إلى جهدٍ ،ولا يتوقف على أيّ شيء مما اعتاد الناس أن يتوقفوا عنده ،ليمنعهم مما يريدونه وليؤخرهم عما يقصدونه ،