المفردات:
من أطرافها: الأطراف: الجوانب .
لا معقب لحكمه: أي: لا راد له .والمعقب: هو الذي يكر على الشيء فيبطله ،ويقال لصاحب الحق الذي يطالب به: معقب ؛لأنه يتتبع غريمه بالاقتضاء والطلب .
التفسير:
{أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ...} .
ألم يشاهد أهل مكة أمام أعينهم ،انخفاض شأن الكفر وانزواء أهله ،وتقدم شأن الإسلام وتفوق أهله ،فقد نصر الله المسلمين في بدر ،وفي غزوات متتابعة ،حتى جاء نصر الله والفتح ،وتم فتح مكة ودانت أم القرى بالإسلام ،فالمراد بالأرض: أرض الكفر ،ونقصانها من أطرافها: انتصار المسلمين على المشركين مرة إثر أخرى .
وقيل: المعنى: أعمى هؤلاء الكافرون عن التفكر والاعتبار ؟!،ولم يشاهدوا أن قدرة الله القاهرة ،قد أتت على الأمم القوية القادرة ؛حين كفرت بنعمة الله ؛فصيرت غناها فقرا ،وعزها ذلا ،وما أصاب هذه الأمم يمكن أن يصيب أهل مكة عقابا عادلا ،قال تعالى:{أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون} . ( الأنبياء:44 ) .
{والله يحكم لا معقب لحكمه} .أي: إن الله تعالى يحكم ما يشاء أن يحكم به في خلقه ؛لا راد لحكمه ولا دافع لقضائه ،ولا يتعقب أحد ما حكم به بتغيير أو تبديل ،وقد حكم سبحانه بعزة الإسلام وعلو شأنه .
{وهو سريع الحساب} .فعما قريب سيحاسبهم في الآخرة ،كفاء جحودهم وعنادهم ؛فلا تستعجل عذابهم ؛فإنه آت لا محالة ،وكل آت قريب .