{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} فدبّروا ما شاءت لهم حيلتهم في التدبير ليبطلوا سنة الله في نصرة رسله وإتمام رسالته ،{فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا} فهو المدبّر القويّ الذي يهيئ الأسباب للنصر من حيث لا يشعرون ،وهو الذي يقهر كل خططهم ويبطل كل مكرهم بالطرق الخفية الدقيقة التي ينظم بها الأمور ويحكم بها الكون ،{يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} فيحيط بها من حيث تعلم ومن حيث لا تعلم ،فلا تملك أمامه أي سبب من أسباب القدرة على منع حكمه فيها في الدنيا والآخرة ،{وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ}