قوله: ( وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ) أي تبوأتم منازل المشركين المكذبين الذين كانوا مستقرين مطمئنين من قبلكم .أولئك الجاحدين الخاسرين الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك والجحود ،كقوم عاد وثمود وأصحاب مدين وغيرهم من المكذبين الذين عتوا عن أمر ربهم وتمادوا في الضلال والطغيان ( وتبين لكم كيف فعلنا بهم ) تبين فعل ،وفاعله مقدر ،وتقديره: تبين لكم فعلنا بهم .ولا يجوز أن تكون ( كيف ) فاعلا للفعل تبين ؛لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله .وكيف هنا منصوبة بقوله: فعلنا{[2420]} ؛أي ظهر لكم بالحس ومشاهدة الآثار ما فعلنا بهم من العذاب الشديد في الدنيا عقوبة بما فعلوه من المعاصي والذنوب ( وضربنا لكم الأمثال ) أي مثلنا لكم ما كان عليه الكافرون من قبلكم من الظلم والمعاصي وما فعلنا بهم من البلاء والعقاب لنبين لكم أنكم مثلهم في الكفر واستحقاق العذاب فتعتبروا وتزدجروا ،وليس من معتبر ولا مزدجر .