كذلك الخطاب في قوله:{ وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم} فإنه يعم جميع أمم الشرك عدا الأمة الأولى منهم .وهذا من تخصيص العموم بالعقل إذ لا بد أن تكون الأمة الأولى من أهل الشرك لم تسكن في مساكن مشركين .
والمراد بالسكنى: الحلول ،ولذلك عُدّي بحرف الظرفية خلافاً لأصل فعله المتعدي بنفسه .وكان العرب يمرون على ديار ثمود في رحلتهم إلى الشام ويحطون الرحال هنالك ،ويمرون على ديار عاد في رحلتهم إلى اليمن .
وتبيّنُ ما فعل الله بهم من العقاب حاصل من مشاهدة آثار العذاب من خسف وفناء استئصال .
وضَرب الأمثال بأقوال المواعظ على ألسنة الرسل عليهم السلام ،ووصف الأحوال الخفية .
وقد جمع لهم في إقامة الحجة بين دلائل الآثار والمشاهدة ودلائل الموعظة ..