{وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ...} .
أي: أقمتم في مساكن الذين كفروا من الأمم الخالية ،أو حللتم في ديارهم ،وقتا يكفي للاتعاظ والاعتبار ،وكان كفار قريش يمرون بديار قوم ثمود في رحلتهم إلى الشام ،وكانوا يحطون رحالهم هناك ،كما كانوا يمرون على ديار قوم عاد في رحلتهم إلى اليمن .
{وتبين لكم كيف فعلنا بهم} .
وظهر لكم عن طريق مشاهدة القرى الهالكة ،وعن طريق تواتر الأخبار ،ماذا فعلنا بهم من الإهلاك والتدمير ،جزاء فسوقهم وعصيانهم لرسلهم .
{وضربنا لكم الأمثال} .ومثلنا لكم فيما كنتم مقيمين عليه من الشرك: الأشباه والنظائر .
قال في التفسير الوسيط: أي: بينا لكم في التنزيل على ألسنة الأنبياء: أحوالهم جميعا ما فعلوه وما فعل بهم من الأمور التي هي في الغرابة كالأمثال المضروبة ؛لتكون لكم فيها عظة وعبرة بقياس أعمالكم على أعمالهم ،ومآلكم على مآلهم ...أو بينا لكم: أنكم مثلهم في الكفر واستحقاق العذاب ،وتكون الأمثال على هذا جمع: مثل بمعنى: الشبيه والنظير33 .