قوله تعالى:{فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام ( 47 ) يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار ( 48 )} ( مخلف ) ،مفعول ثان للفعل ( تحسبن ) ،و ( رسله ) مفعول للمصدر ( وعده ) والتقدير: مخلف رسله وعده .والمراد بالوعد هنا ما وعد رسله بالنصر والظهور وهو قوله: ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) وقوله: ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) .
والله جل وعلا أوفى الأوفياء ،فلا يخلف ما وعد ،فكيف لا يفي رسله المصطفين ما وعدهم به من النصر وتحقيق الغلبة لهم على الظالمين .
قوله: ( إن الله عزيز ذو انتقام ) الله قوي غالب ،لا يغلبه شيء .وهو منتقم من الظالمين الذين يصدون عن دينه ويعتدون على أوليائه المقربين من نبيين وصالحين مخلصين يدعون إلى الله على بصيرة .