قوله: ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) ،أي: اصبر يا محمد على ما أصابك من أذى المشركين الظالمين في الله .وليس صبرك إلا بتثبيت الله لك وتوفيقه إياك .فالله عز وعلا ينشر في نفسك القدرة على الصبر واحتمال المكاره ،( ولا تحزن عليهم ) ،أي: لا تحزن على الكافرين بسبب إعراضهم عنك وتكذيبهم لك ولما نالوه منك ومن المسلمين من الأذى في أحد ؛إذ مثلوا بقتلاكم تمثيلا ؛فقد أفضى شهداؤكم إلى مصيرهم الكريم المبارك وهو النعيم المقيم في جوار الرب العظيم .
قوله: ( ولا تك في ضيق مما يمكرون ) ،الضيق ،بالفتح المصدر ،وبالكسر ،الاسم ؛أي: لا يضيقنّ صدرك من مكرهم ،وهو خداعهم وتضليلهم وصدهم الناس عن دين الله واختلاقهم الأكاذيب على الإسلام ورسوله ( ص ) والمسلمين .