/م120
المفردات:
ضيق: بفتح الضاد وكسرها ،الغم وانقباض الصدر .
التفسير:
{واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون} .
تأتي هذه الآية لتأكيد الوصية بالصبر والاحتمال ،فالصبر طريق النجاح ،والصبر قد ذكر في القرآن في أكثر من سبعين موضعا ،والصبر نصف الإيمان ،فالإيمان نصفان ،نصف صبر ،ونصف شكر ،قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}( آل عمران:200 ) .
وقال سبحانه:{ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور}( الشورى:43 ) .
والمعنى للآية:
{واصبر وما صبرك إلا بالله} . أي: اصبر أيها الرسول على أذى قومك وفوض أمرك إلى الله ،فالصابر في عناية الله وحفظه ،ومعونته وتوفيقه ،أي: وما ثواب صبرك إلا بتوفيق الله ومعونته ،وما جزاؤك عليه إلا من عند الله ،قال تعالى:{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} ( الزمر: 10 ) .
{ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون} .
كان عليه الصلاة والسلام حريصا على هداية قومه ،ودعوتهم إلى الدين الإسلامي ،وكانوا يزيدون في إعراضهم وعنتهم .
فقال له القرآن:
لا تحزن على استمرارهم في الكفر ،ولا تكن ضيّق الصدر بعناد قومك ،وحرصهم على الكفر ،ومكرهم السيئ ،وفرارهم من الإيمان .
وقريب من هذه الآية قوله تعالى:{فلا يكن في صدرك حرج منه} ( الأعراف:2 ) .
وقوله عز شأنه:{فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل}( هود:12 ) .
جاء في ظلال القرآن:
{واصبر وما صبرك إلا بالله ...} .
فهو الذي يعين على الصبر ،وضبط النفس ،والاتجاه إليه هو الذي يطامن من الرغبة الفطرية في رد الاعتداء بمثله ،والقصاص له بقدره . اه .
ومجمل الآية: لا تحزن بسبب كفر الكافرين ،وإصرارهم على ذلك ،وإعراضهم عن دعوتك ،ولا يضيق صدرك بمكرهم ؛فإن الله تعالى ناصرك عليهم ومنجيك من شرورهم .