/م125
6( واصبر وما صبرك إِلاّ بالله ):
والصبر إِنّما يكون مؤثراً وفاعلا إذا قصد به رضوانه تعالى ولا يلحظ فيه أيّ شيء دون ذلك .
وهل يتمكن أيّ إِنسان من الصبر على الكوارث المقطعة للقلب من غير هدف معنوي وبدون قوة إِلهية ويتحمل الالآم دون فقدان الاتزان !؟..نعم ،ففي سبيل رضوان اللّه كل شيء يهون وما التوفيق إِلاّ منه عز وجل .
7وإِذا لم ينفع الصبر في التبليغ والدعوة إلى اللّه ،ولا العفو والتسامح ،فلا ينبغي أنْ يحل اليأس في قلب المؤمن أو يجزع ،بل عليه الاستمرار في التبليغ بسعة صدر وهدوء أعصاب أكثر ،ولهذا يقول القرآن الكريم في الأصل السابع: ( ولا تحزن عليهم ) ؛لأنّ الحزن والتأسف على عدم إِيمان المعاندين يترك أحد أثرين على الإِنسان ،فإِمّا أنْ يصيبه اليأس الدائم ،أو يدفعه إلى الجزع والغضب وضعف التحمل ،فالنهي عن الحزن عليهم يحمل في واقعه نهياً للأمرين معاً ،فينبغي للعاملين في طريق الدعوة إلى اللّه ..عدم الجزع وعدم اليأس .
8( ولا تكُ في ضيق ممّا يمكرون ) .
فمهما كانت دسائس العدو العنيد واسعة ودقيقة وخطرة فلا ينبغي لك ترك الميدان ،لظنك أنْ قد وقعت في زاوية ضيقة وحصار محكم ،بل لابدّ من التوكل على اللّه ،وسوف تفشل كل الدسائس وتبطل مفعولها بقوة الإِيمان والثبات والمثابرة والعقل والحكمة .