قوله: ( أموات غير أحياء ) ( أموات ) خبر ثان للمبتدأ ( وهم ) وخبره الأول ( يخلقون ){[2511]} .والمعنى: أن الأصنام التي يعبدها الجاهلون السفهاء ليست غير أموات جامدة لا تعي ولا تتحرك ( غير أحياء ) لا روح فيها ولا حياة .ويجوز أن يكون المراد من المخبر عنه ما يتناول جميع المعبودات ممن يعقل أو لا يعقل .فيكون المراد بقوله: ( أموات ) عموم المجاز ليشمل ما كان له حياة ثم مات كعزير ،أو سيموت فيما بعد كالمسيح عيسى .
وكذلك الملائكة عليهم الصلاة والسلام .وكذلك ما ليس من شأنه الحياة أصلا كالأصنام الجامدة الميتة التي لا تريم .
قوله: ( وما يشعرون أيان يبعثون ) ( أيان ) ،استفهام عن الزمان بمعنى متى .و ( أيان ) مبني لتضمنه معنى الحرف وهو همزة الاستفهام{[2512]} .والمعنى: أن هذه المعبودات المصطنعة أموات لا حياة فيها ولا حركة ،فأنى لهم العلم بوقت البعث .ومن كان هذا شأنه في الجهل والقصور كيف يليق بذي عقل من البشر أن يتخذ منه إلها ؟!{[2513]} .