المفردات:
أيان يبعثون: أي: متى يبعثون .
{أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} .
هذه الأصنام جمادات لا تحسب بشيء ،فهي أموات لا حياة فيها ،ولا تعتريها الحياة بوجه ،فلا تسمع ولا تبصر ولا تعقل .
وفائدة قوله:{غير أحياء} . بيان:أن بعض مالا حياة فيه ،قد تدركه الحياة بعد ؛كالنطفة التي ينشئها الله علقة ثم مضغة ثم عظاما ،ثم يكسو العظام لحما ،ثم ينشئ النطفة خلقا آخر ، أي:إنسانا كامل الحواس فيه الروح والحياة ، أما هذه الأصنام من الحجارة فلا يعقب موتها حياة ،ذلك أتم في نقصها .
{وما يشعرون أيان يبعثون} .
إن هذه الأصنام لا تعلم متى يبعث عبّادها ؛حتى تساعدهم أو تنفعهم بعبادتهم ،ويحتمل أن يكون المعنى: وما تدري هذه الأصنام شيئا ، عن الوقت التي يبعثها فيه الله يوم القيامة ؛لتكون وقودا للنار هي وعبّادها ،للتدليل على مهانتها وذلها .
قال تعالى:{إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ...} . ( الأنبياء:98 ) .
قال الفخر الرازي:
فإن قيل:إن هذه الأصنام جمادات ، والجمادات لا توصف بأنها أموات ،ولا توصف بأنهم لا يشعرون .
والجواب:
إن القوم لما وصفوا تلك الأصنام بالألوهية وعبدوها ؛قيل لهم: ليس الأمر كذلك ،بل هي أموات ولا تعرف شيئا ،فنزلت هذه العبارات على وفق معتقدهم .
ثم إن من يعبد الأصنام هو في نهاية الجهالة والضلالة ،والكلام مع الجاهل الغرّ الغبيّ ، قد يحسن فيه أن يعبّر عن المعنى الواحد بالعبارات الكثيرة ،وغرضه من ذلك الإعلام يكون ذلك المخاطب في غاية الغباوة ،وإنما يعيد تلك الكلمات ؛لكون ذلك السامع في نهاية الجهالة ،وأنه لا يفهم المعنى المقصود بالعبارة الواحدة10 .